من عيون الشعر

محمود سامي الباروديِ

سِـوايَ بِتَحنانِ الأغاريد iiيَطرَبُ
ومـا أنـا ممَّنْ تأسُرُ الخَمرُ iiلُبَّهُ
ولـكنْ أخو همٍّ، إذا ما iiترجّحتْ
نـفى النَّومَ عن عينيهِ نفسٌ iiأبيّةٌ
بـعيدُ مَناطِ الهمِّ فالغربُ iiمشرقٌ
ومَـنْ تـكـنِ العلياء همَّةَ iiنفسهِ
إذا أنـا لـم أُعْـطِ المكارمَ iiحَقَّها
خُـلقْتُ عَيوفاً، لا أرى لابنِ حُرّةٍ
أسيرُ على نهجٍ يرى الناسُ iiغيرَهُ
وإنّـي إذا مـا الـشكُّ أظلمَ iiليُله
صَـدَعتُ حِفافي طُرَّ تَيه iiبكوكبٍ
وبحرٍ من الهَيجاءِ خضتُ iiعُبابَهُ
* * ii*
ولـو عـلمَ الإنسانُ ما فيه iiنفعهُ
ولـكـنّها الأقدارُ تجري بُحكمِها
نـظـنُّ بـأنّـا قـادرون، iiوإنّنا
فرحمةُ ربِّ العالمين على iiامرئٍ















وغـيـريَ باللذّاتِ يَلهُو iiويلعبُ
ويـمـلك سَمعيهِ اليراعُ iiالمثقَّبُ
بـه سورةٌ نحو العُلا راحَ iiيَدأبُ
لـها بينَ أطراف الأسنّةِ iiمطلَبُ
إذا ما رمى عينيهِ والشرقُ مغرِبُ
فـكـلُّ الـذي يلقاه فيها iiمُحبَّبُ
فلا عزَّ بي خالٌ ولا ضمَّني iiأبُ
لديَّ يداً أُغضي لها حينَ iiيغضبُ
لـكـلِّ امرئٍ فيما يُحاولُ iiمذهبُ
وأمستْ به الأحلامُ حيْرى iiتشعّبُ
من الرأيِ، لا يخفى عليه iiالمُغيَّبُ
ولا عاصمٌ إلا الصَّفيحُ iiالمشطَّبُ
* * ii*
لأبـصـرَ مـا يأتي وما iiيَتَجنُّبُ
عـلينا وأمرُ الغيب سِرٌّ iiمحَجَّبُ
نُـقـادُ كما قيدَ الجنيبُ ونصحبُ
أصابَ هُداه أو درى كيفَ iiيَذهبُ