سليم عثمان مشرف المنتدى السياسى
عدد المساهمات : 161 تاريخ التسجيل : 08/02/2010 العمر : 58 الموقع : hg],pm
| موضوع: انطباعات عائد من الزورات الأحد فبراير 14, 2010 1:04 am | |
| انطباعات عائد من السودان
سليم عثمان: الصحافة
أمضيت أربعين يوما فى السودان ما بين الخرطوم وقرية «الزورات» شمال دنقلا مسقط رأسي، وعدت إلى مقر إقامتي فى الدوحة، وأحاول فى هذا المقال تسجيل بعض انطباعاتي عن الإجازة فى البلد، وأولى ملاحظاتي عن واجهة السودان مطار الخرطوم المسمى زورا وبهتانا «مطار الخرطوم الدولي» فهذا المطار البائس يفتقر لأبسط المقومات التي تجعل منه مطارا وطنيا ناهيك أن يكون دوليا.. به مدرج واحد، ليست به ورشة حديثة لصيانة أعطاب بسيطة للطائرات التى تهبط فيه، كمشاكل التبريد وغيرها التى تسببت فى تأخير إحدى الرحلات إلى الخليج الأسبوع الماضي لأكثر من ساعة ونصف، صالات القدوم والمغادرة هى الأخرى لا تشبه صالات المطارات الأخرى، ويمكن لأي فرد عامل فى المطار أن يدخل أصحابه ومعارفه إلى آخر صالة فى المطار، رغم أن المعنيين بأمر الأمن يجعلونك تخلع حتى الحزام الذى تربط به «بنطالك»، لا شخص يعتذر لك عن تأخر رحلتك، يأتى الناس بحقائبهم فى الثامنة والنصف صباحا ولا يسمح لهم بالدخول إلى المطار إلا قرابة العاشرة صباحا، لا توجد بالخارج مواقف للسيارات كما فى مطارات العالم الأخرى، لا تحس بأية لمسات جمالية داخل الصالات.. ونرجو ونأمل فى أن تتمكن الحكومة فى أسرع وقت ممكن إنشاء مطار دولي بحجم السودان، وان يصبح المطار الحالي متحفا لعرض طائراتنا القديمة وغيرها. سررت كثيرا بكم ونوع الطرق والجسور التى شيدتها ولاية الخرطوم، غير أن بعضها لم يتم تصميمه بطريقة سليمة مما يخشى عليه من التصدع قريبا، كما لم تراع معايير السلامة فى معظمها، ولكم أن تتخيلوا نفقا طائرا وسط الخرطوم لا حواجز صلبة حوله يجلس المحبون تحته دونما خوف في ما يعرف بحديقة «حبيبي مفلس». وحسنا فعلت الولاية بالإكثار من هذا النوع من الحدائق والمتنزهات، غير أنها تحتاج لغرس المزيد من الأشجار وزراعة النجيل الأخضر وإحاطتها بسياج واقية لسلامة الأطفال. والمؤسف أن حكومة الولاية أهملت بعض المتنزهات والخوف كل الخوف أن تقوم بإنشاء مبان عليها، وأشير هنا لتلك الحدائق بالقرب من قاعة الصداقة و«الهلتون»، وليت حكومة الولاية تشجع وتتبنى سياسة بناء المساكن والمباني الحكومية وغيرها رأسيا «عمارات من طوابق متعددة» بدلا عن البناء الأفقي الذي كاد يصل دنقلا شمالا ومدنى جنوبا ؟! لتخفف على نفسها ضغط الخدمات المختلفة، وليتها تفعل شيئا يلفت النظر لكورنيش النيل، إذ لا يعقل أن يترك على حاله منذ مغادرة الانجليز للبلد. سوف يسأل والى الخرطوم يوم القيامة إن لم يهتم سعادته بتوفير المياه النظيفة لسكان الولاية فى أحياء أمبدة المختلفة ومحليات الولاية الأخرى، حيث لم أر قطرة ماء واحدة تسقط من حنفية المياه الا بدفع الموتور فى منزلي. ويعلم سعادة الوالي انه ليس بمقدور معظم الناس شراء موتورات لسحب المياه، ولو فعلوا لما وجدوا الماء الكافي، لذلك فليكن توفير الماء فى قمة أولويات حكومة السيد عبد الرحمن الخضر، فإذا لم يجد الناس ماء الشرب النظيف فكيف يبنون، بل كيف يرعون الأشجار التى زرعوها داخل وحول منازلهم؟ زرت معظم أسواق العاصمة، ومررت بشوارع عديدة، وهالنى ما رأيت من تدهور خطير فى صحة البيئة، الذباب والبعوض من الحجم العائلي يرتعان فى كل مكان، باعة متجولون يعرضون مختلف أنواع الأطعمة للناس. وآخرون يشوون لحما ويقدمونه ساخنا للناس، بالقرب من مواقف السيارات، والناس لا يخشون أنفلونزا الطيور، ولا الخنازير ولا جنون البقر، يأكلون بشهية مفتوحة ما شاء الله، ومن يقومون «بالكشات» لهؤلاء المساكين يقومون بأمور تمثيلية، بل قال لي احدهم أنهم يتركون كل من يدفع لهم، لكن من خلال وسطاء آخرين، وسمعت من آخر ان المحلية ترخص لهم العمل لكنهم رغم ذلك يطاردون، المهم لم تقنعنى شخصيا، فالكشات التى شهدتها مجرد هرولة من بعض أفراد الشرطة للفت أنظار الناس، ويعود الوضع كما كان، ومجارى الأمطار هي الأخرى مليئة بالطحالب والقاذورات من كل صنف، والبعوض الذى يكمل مع سكان الولاية سهراتهم الرمضانية، سيارات النفايات أمرها عجب، لا تأتى إلا لماما، ولا تحمل شيئا مما يضعه الناس أمام منازلهم، من أوساخ، لكن والحق يقال لا تتأخر المحليات أبدا فى التحصيل. من الأمور التى لفتت نظري فى الخرطوم أن المواصلات أصبحت متيسرة بشكل كبير للغاية، لكن الموقف الجديد تسبب فى اختناقات مرورية كبيرة مما يضيع وقت موظفي الدولة والمواطنين، وقد استغرق وصولي إلى السجانة قرابة الساعة بالتمام والكمال من ذلك الموقف. وأدعو الوالي الى أن يمتطى سيارته الخاصة ويجرب عبور تلك المنطقة ليصل إلى قناعة كل الناس بأنه لا بد من إيجاد حل ناجز وحاسم لتلك المشكلة، حتى لا يضيع وقت الناس هدرا ويتعطل الإنتاج فى دولاب الدولة، وعلى إدارة المرور أن تتشدد مع السيارات غير المرخصة ليس لأنها لا تدفع رسوم الترخيص، بل لأن معظمها يتسبب فى تلوث البيئة من خلال ما تنفثه من مواد سامة من عوادمها، فالترخيص نفسه ينبغي أن يربط بحالة المركبة من نواحٍ فنية عديدة. جملة من حوادث القتل شهدتها الخرطوم، وكلها كانت بشعة، مما يدل على أن الخرطوم فى طريقها لأن تصبح عاصمة يمارس فيها الإجرام بشكل منظم، خاصة جرائم القتل التى كانت شبه معدومة أو نادرة فى السابق، وان حدثت تكون جرائم قتل تقليدية.. نعم لجرائم القتل دائما دوافع مختلفة، ونعم الخرطوم لم تعد خرطوم الأمس، ولكن كل ذلك لا يمنعنا من دعوة وزارة الداخلية بكل تشكيلاتها والأجهزة الأمنية كافة، إلى بذل المزيد من الجهد والعمل بمقولة «الوقاية خير من العلاج»، ولا بد من زيادة عدد مراكز الشرطة وتجنيد المزيد من الشباب المتعلم فى صفوف الشرطة وأجهزة الأمن الأخرى، لتغطية كافة مناطق الولاية، سيما ان البلاد مقبلة على استحقاقات مختلفة من شأنها هى الأخرى أن تزيد احتقان الأجواء العامة فى البلاد. تجد أمهات يحملن أطفالا وصبية من الجنسين فى الطرقات، يمدون أيديهم إلى المارة والى سائقي السيارات أعطوهم او منعوهم، بعضهم مقطع الأوصال يزحف على ركبتيه، دون أن يلفت ذلك نظر جهات عديدة فى الدولة تقع تلك الشرائح تحت مسؤوليتها، أولها ديوان الزكاة ثم المنظمات الإنسانية. والغريب أن بعض النساء يحملن أطفالا يفعا فى حرارة شمس تفوق الأربعين درجة «أين حقوق هؤلاء الأطفال؟» ألا يخشى مسؤولونا أن يسألوا يوم القيامة عن هذا التقصير فى حق هؤلاء؟ينبغى أن تعمل ولاية الخرطوم على محاربة ظاهرة التسول ليس بمطاردة هؤلاء بل بإيجاد مصادر رزق لهم ، حتى لا يتسبب تسولهم فى الإضرار بهم وبالمجتمع، سيما ان أجانب كثيرين يزورون بلادنا، ويسيرون فى طرقاتها ويشاهدون هؤلاء المتسولين. أما ظاهرة بائعات الشاي في الهواء الطلق فهى ظاهرة غير صحية بالمرة، وتظهرنا بمظهر الشعب الذى لا يهتم بصحته العامة، فتحت كل شجرة «نيم» أو ظل حائط أو«راكوبة» تجد أحداهن وعددا من الرجال والنساء يتحلقون حولها جالسين على «بنابر» ويرشفون الشاي والقهوة والمديدة، حتى غدت الظاهرة جزءا من تراثنا الشعبي الفلكلورى، فعلى سلطات الولاية أن تنظم عمل هؤلاء النسوة لا أن تقوم بـ «كشات» سيما أن معظمهن اضطرتهن ظروف قاهرة لممارسة هذا العمل، لكن ستكون هناك سلبيات جمة أن تركنا الوضع هكذا دون علاج. ومن الأمور المفرحة لمواطني الشمالية، أن شريان الشمال قرب المسافة بينهم وأهاليهم، فبإمكان المسافر إلى دنقلا أن يصلها فى أقل من خمس ساعات على متن حافلات سياحية ضخمة، تقدم وجبة وعصيرا وماءً بارداً ومشاهدة أفلام عربية وأجنبية وسماع أغانٍ، بينما كنا نصل أهالينا فى السابق، بعد يومين كاملين، يكسونا الغبار، ويكاد يقتلنا الإرهاق والتعب، وليت الحكومة تقيم مزيدا من المنشآت حول الطريق، والعمل على إنارته وتشجير ما أمكن منه. إن تجلس داخل «حوش» منزلك وتستعرض نحو ألف قناة فضائية فى الخرطوم أمر طبيعي، أما أن تفعل ذات الشىء فى قرى الشايقية والدناقلة والمحس، فلم يكن إلا ضربا من المستحيل فى السابق، أما اليوم فالأطباق الفضائية داخل كل «حوش» وعلى سطح كل منزل، بفضل وصول كهرباء السد إليها، والماء البارد فى كل بيت.. صحيح قد لا يستطيع عدد كبير من المواطنين شراء ثلاجات، لكنهم يشربون البارد مع جيرانهم المقتدرين، بل ويشاهدون معهم المسلسلات التركية والمصرية والخليجية والمكسيكية.. فالتحية للحكومة التى جعلت معظم مواطني الشمالية «مؤتمر وطني» بانجازاتها خاصة فى مجالي الكهرباء والطرق.
عودة آراء أخرى: مصير وطن أزمة الديمقراطية أم أزمة المعارضة | |
|
كايل عضو فعال
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 21/02/2010 العمر : 60 الموقع : جدة - السعودية
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الخميس مارس 04, 2010 2:41 am | |
| | |
|
سليم عثمان مشرف المنتدى السياسى
عدد المساهمات : 161 تاريخ التسجيل : 08/02/2010 العمر : 58 الموقع : hg],pm
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الخميس مارس 04, 2010 3:37 am | |
| أخى كايل لك خالص التحايا والشكر عدم التعليق يعنى واحد من امرين اما اننى استوفيت الموضوع حقه وزيادة واما ان انطباعاتى لم ترق لسعادتكم على كل اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية هذا ما رأيت بأم عينى وكفى | |
|
كايل عضو فعال
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 21/02/2010 العمر : 60 الموقع : جدة - السعودية
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الخميس مارس 04, 2010 4:25 am | |
| لا بالعكس الموضوع ممتاز ولكن الحالة صعبة نسأل الله السلامة | |
|
سيد المنجل عضو جديد
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 09/02/2010 العمر : 59 الموقع : الخرطوم
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الخميس مارس 04, 2010 4:37 am | |
| الاخ الفاضل - سليم عثمان لك التحية والسلام في انتظار انطباعاتك غن قريتنا الزورات ولك ودي | |
|
حمادة 2000 عضو جديد
عدد المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 09/02/2010 العمر : 34 الموقع : القاهرة
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الجمعة مارس 05, 2010 6:28 am | |
| انت لمست وترا حساسا يا استاذ سليم وطبعا نحنا عشان ماشفنا الدول البرة قايلين مطار الخرطوم ده جنة الله فى الارض والكبرى الطاير فرحانيين بيه عشان ماعندنا غيره لاكين حبيبي مفلس دى اول مرة اسمع بيها ننتظر المزيد | |
|
كايلنتود عضو جديد
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 16/03/2010 العمر : 51 الموقع : الزورات
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الثلاثاء مارس 16, 2010 9:53 am | |
| استاذى واخى سليم ويابووونا اولا لك التحيةوالتجلاء ثانيا كل ما قلته صحيح ولاكن هنالك بعض الاشراقات من مطار جديد وخلافه نريد انطباعاتك عن قريتنا | |
|
متوكل عضو فعال
عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 17/02/2010 العمر : 43 الموقع : جدة
| موضوع: رد: انطباعات عائد من الزورات الثلاثاء مارس 23, 2010 10:56 am | |
| لك التحيةاخي الاستاذ سليم قرأت وكأني الكاتب للمقال وهذا مافي نفوسنا ونود قوله في اكثر المنتديات ولكنك كفيت ووفيت وكل حرف كتبته صحيح ولكن نتمني ان لايكون الرد (لا حياة لمن تنادي)
| |
|